بدأ النادى الاهلى بمجرد فكرة صاحبها كان عمر لطفى بك وكيل مدرسة الحقوق ورئيس نادى طلبة المدارس العليا وقد احس هؤلاء الطلبة انهم يحتاجون الى أكثر من مجرد ناد لطلبة المدارس العليا فقد كان كثير من هؤلاء الطلبة يقضون اوقاتهم فى المحال العمومية ويجلسون فى المقاهى وبعضهم يعتكف فى منزله وبمجرد اتمام بعضهم للدراسة ينشغلون بأمور معاشهم ويتفرقون فى البلاد ويبعدون عن القاهرة وتنقطع بينهم اسباب الألفة ويصبحون غرباء بعضهم عن بعض
هكذا كان يفكر عمر لطفى بك وهذا هو ما دعاه الى ان يبحث جديا تأسيس فناء فى نقطة صحية خارج المدينة تكون منتدى لطلبة المدارس العليا وخريجيها يلتقون فيه ويمارسون الى جانب لقائهم الرياضات المختلفة
وهكذا ولد الأهلى
" الاجتماع الاول "
فى الثامن من شهر ابريل عام 1907 انعقد اول اجتماع لكل الاصدقاء الذين تحمسوا لفكرة عمر لطفى بك مثل ادريس راغب بك وعبد الخالق ثروت بك واسماعيل سرى بك وكان معهم ميتشل انس بك
واتفق هؤلاء اولا على ضرورة تأسيس هذا النادى واتفقوا ثانيا على بدء جمع المال اللازم لتأسيس النادى الجديد وقرروا تأسيس شركة رأسمالها خمسة آلاف جنيه على شكل ألف سهم قيمة كل سهم خمسة جنيهات واتفقوا أيضا على اختيار نقطة صحية ونائية خارج القاهرة مقرا للنادى الجديد ... فكانت هذه النقطة فى جنوب جزيرة الزمالك المكان الذى لا يزال يسكنه النادى الاهلى حتى الآن ... ثم كان الاتفاق أو القرار الاخير وهو اختيار أنس ميتشل المستشار الانجليزى فى وزارة المالية كرئيسا لمجلس الادارة
وبهذا أصبحت فكرة عمر لطفى بك واقعا وحقيقة
" وطنية الاهلى "
تأسس النادى الأهلى وانعقد اول اجتماع رسمى لمجلس ادارته فى الساعة الخامسة والنصف فى الرابع والعشرين من شهر ابريل عام 1907 فى منزل انس ميتشل بك فى الجيزة وحضر الأعضاء ادريس راغب بك واسماعيل سرى باشا وامين سامى باشا وعمر لطفى بك أما السكرتير فكان محمد افندى شريف
أما الاجتماع الثانى فكان أيضا فى بيت أنس ميتشل فى السادسة مساء العاشر من شهر مايو سنة 1907 وفى هذا الاجتماع عرض اسماعيل سرى باشا الرسم الذى صممه لبيت النادى أو المبنى الرئيسى وطرح عمر لطفى بك مسودة عقد شركة مدنية باسم النادى الأهلى للألعاب الرياضية
وانعقد الاجتماع الثالث فى الثالث عشر من يونيو سنة 1907 لبحث الاحتياجات المالية اللازمة وهى 2560 جنيها لبناء البيت ومحلين للتنس وتصليح الأرض للعب الكرة ومنقولات ... وتم اختيار شركة راسل كوروييت لتتولى حسابات النادى
وهنا لابد من التوقف عند نقطتين أساسيتين قد تثيران أكثر من علامة استفهام ... الأولى تتعلق بالانجليزى أنس ميتشل كأول رئيس للنادى الأهلى ... والثانية هى الشركة الأجنبية التى تم اختيارها لتدير حسابات النادى فى نفس سنة تأسيسه والسؤال هو :ألا يتعارض مع الوطنية أن يكون الرئيس والذى يشرف على الحسابات من الأجانب وليسا من المصريين ؟
فى الظاهر تصبح الاجابة نعم ... أما الحقيقة فهى أنه لم يكن هناك أى تعارض بين الرئيس الانجليزى وشركة الحسابات الأجنبية وبين وطنية الأهلى ومصريته ... لماذا ... لأن الوطنية المقصودة فى هذا المجال لم تكن أن تمضى وأنت تحمل طوبة فى يديك لتقذف بها وجه أى اجنبى تلتقيه فى طريقك ... ولا كانت الوطنية هى أن تقضى الأربع والعشرين ساعة فى كل يوم من أيامك وأنت تلعن الانجليز ... وقد كان عمر لطفى بك وطنيا من الدرجة الاولى ولم تدفعه وطنيته ان يرفض أن يتولى انجليزى رئاسة النادى الذى كان هو أول من فكر فى تأسيسه ولا دفعته وطنيته أن يرفض أن يسلم مقعد الرئاسة لرجل يجيد التعامل مع الحكومة ويعرف كيف يستخلص منها الأرض التى سيقام عليها النادى
وقد استمر ميتشل أنس رئيسا للنادى حتى 2 ابريل 1908 بعد اختياره مستشارا للسفارة البريطانية فى واشنطن